بالنسبة لمشتري السيارات في سوق اليوم، أصبحت قيمة إعادة بيع السيارات الكهربائية مقارنةً بالسيارات التي تعمل بالبنزين أكثر أهمية من أي وقت مضى. فبينما تُتيح السيارات الكهربائية انتقالًا سلسًا إلى التنقل الحضري المستدام، لا تزال سيارات البنزين تهيمن على أسواق الإمارات العربية المتحدة. فهي تُقدم مزايا متنوعة للمالك، بما في ذلك قيمة إعادة البيع.
مع التقدم السريع في تقنيات السيارات، يتطلب التساؤل عن أي المركبات تحافظ على قيمتها بشكل أفضل - السيارة الكهربائية أم محرك الاحتراق الداخلي - في المستقبل القريب تبريرًا واضحًا. فرغم أهمية كليهما كخيارين استثماريين، إلا أن مساري استهلاكهما مختلفان تمامًا، ويتأثران بشدة بعوامل مثل تطور تكنولوجيا البطاريات، والحوافز الحكومية، والبنية التحتية لشحن السيارات. يقدم هذا الدليل مقارنة مباشرة بين قيم إعادة بيع السيارات الكهربائية ونظيراتها التي تعمل بالبنزين.
إن قيمة ما بعد البيع للسيارات الكهربائية مقارنةً بمحركات الاحتراق الداخلي ليست جديدة. ومع ذلك، قد تُفاجئ المشترين الجدد، وخاصةً أولئك الذين يُفضلون المحركات الكهربائية الحديثة، مما يُتيح لهم مواءمة مشترياتهم مع مبادرات التنقل الأخضر في دولة الإمارات العربية المتحدة .
وتظهر البيانات المتاحة عالميًا فرقًا واضحًا وهامًا في كيفية احتفاظ هذين النوعين من المركبات بقيمتهما.
● السيارات الكهربائية: في المتوسط، تفقد السيارات الكهربائية قيمتها بمعدل 0. 27 دولارًا لكل ميل يتم قطعه.
● السيارات التي تعمل بالغاز (ICE): على النقيض من ذلك، تنخفض قيمة السيارات التي تعمل بالغاز بمعدل متوسط أقل بكثير يبلغ 0. 11 دولارًا فقط لكل ميل مقطوع.
تكشف هذه البيانات أن قيمة السيارة الكهربائية، في كل ميل، تتراجع بأكثر من ضعف قيمة السيارة التقليدية التي تعمل بالبنزين. ورغم أن هذا اتجاه عام، إلا أنه نقطة انطلاق أساسية لفهم احتمالات إعادة بيعها المختلفة .
الأرقام لا تكذب، لكنها لا تكشف الحقيقة كاملة. مع أن فجوة الاستهلاك واضحة، من المهم فهم الأسباب الكامنة وراءها. العوامل الرئيسية التي تُحدث هذا الفارق الكبير في قيمة إعادة البيع هي نتيجة مباشرة لكيفية وأسباب تصنيع وبيع كل نوع من السيارات. دعونا نتناول العوامل الرئيسية جنبًا إلى جنب.
كما تُظهر هذه المقارنة، فإنّ الانخفاض المتزايد في قيمة السيارات الكهربائية ليس اتجاهًا عشوائيًا، بل هو نتيجة مباشرة لتكنولوجيا سريعة التطور وسوق متنامية. تُشكّل هذه العوامل تحديات فريدة لمالكي السيارات الذين قد يرغبون في بيع سياراتهم الكهربائية مستقبلًا.
في حين أن الاتجاهات العالمية صحيحة، إلا أن السوق المحلية في دبي والإمارات العربية المتحدة عمومًا تتميز بديناميكياتها الخاصة. ويُعد التوسع السريع لشبكة الشحن العام في دبي ، والدعم الحكومي القوي للتنقل النظيف في الإمارات، من المؤشرات الإيجابية لمالكي السيارات الكهربائية.
في المستقبل القريب، ومع نضج السوق وارتياح المزيد من المشترين لهذه التقنية، نتوقع استقرارًا في أسعار إعادة بيع السيارات الكهربائية محليًا. ومع ذلك، وكما هو الحال عالميًا، من المرجح أن يواصل تدفق الطرازات الجديدة شديدة التنافسية، وخاصةً من الشركات الصينية، الضغط على أسعار إعادة بيع السيارات الكهربائية المستعملة.
حتى الآن، لا تزال السيارات الكهربائية لا تملك إشارة إلى قيمة إعادة بيع قوية في المستقبل القريب.
ومع ذلك، فإن المستقبل القريب لقيمة إعادة بيع السيارات الكهربائية لا يبدو ثابتا مثل مستقبل السيارات التي تعمل بالبنزين؛ والفجوة الحالية في الاستهلاك هي أحد أعراض سوق في مرحلة انتقالية، وليست حقيقة دائمة.
تشير عدة اتجاهات رئيسية إلى أن الفجوة بين قيم إعادة بيع السيارات الكهربائية وسيارات البنزين ستبدأ بالتقلص في السنوات القادمة. ووفقًا لخبراء صناعة السيارات، ستتقلص الفجوة في قيمة إعادة البيع لعدة أسباب، منها:
بدأت وتيرة تطور تكنولوجيا البطاريات والشحن تستقر. ننتقل من مرحلة الإنجازات الثورية إلى مرحلة التحسينات التدريجية. ونتيجةً لذلك، لن تشعر السيارة الكهربائية التي يبلغ عمرها ثلاث سنوات في المستقبل بأنها قديمة الطراز كما هو الحال مع السيارة الحالية، مما سيساعدها على الحفاظ على قيمتها.
مع ازدياد خبرة المستهلكين بالسيارات الكهربائية، سواءً من خلال امتلاكها أو مشاركة الركوب ، سينخفض القلق بشأن المسافة المقطوعة والشكوك حول التكنولوجيا. وسيؤدي ازدياد عدد المشترين للسيارات الكهربائية المستعملة وثقة أكبر بها، بطبيعة الحال، إلى زيادة الطلب عليها ودعم ارتفاع أسعارها.
يتجه قطاع السيارات نحو توحيد حزم البطاريات وتقنيات البطاريات القابلة للتبديل. قد يؤدي هذا إلى سوق سيارات مستعملة أكثر وضوحًا وشفافية، على غرار تقييم حالة محرك سيارة تعمل بالبنزين حاليًا.
قد تتطور سياسات حكومة الإمارات العربية المتحدة واستراتيجيات المصنّعين. فبينما تُركّز الحوافز الحالية على مبيعات السيارات الجديدة، قد تُقدّم البرامج المستقبلية مزايا لشراء السيارات الكهربائية المستعملة، مما يُعزّز جاذبيتها.
تشير البيانات إلى أن غرامة انخفاض قيمة السيارات الكهربائية هي مرحلة مؤقتة. ورغم أن هذه الفجوة لن تتقلص بين عشية وضحاها، إلا أن جميع الدلائل تشير إلى تكافؤ فرص أكبر في المستقبل، مما يجعل السيارات الكهربائية خيارًا ماليًا أكثر جاذبية على المدى الطويل للمشترين في دبي.
ما هي نماذج السيارات الكهربائية التي تحتفظ بقيمتها بشكل أفضل؟
تميل الطرازات ذات المدى الأطول، وسمعة العلامة التجارية القوية، والطلب المرتفع في السوق إلى الحفاظ على قيمتها بشكل أفضل. ورغم أن هذا قد يتغير مع إصدار طرازات جديدة، إلا أن السيارات الرائجة والعريقة في سوق السيارات الكهربائية غالبًا ما تحقق أداءً أفضل في سوق السيارات المستعملة.
هل يمكنني أن أفعل أي شيء لتحسين قيمة إعادة بيع سيارتي الكهربائية؟
نعم، يمكنك الحفاظ على قيمة سيارتك الكهربائية باتباع عادات صحية للحفاظ على البطارية، مثل تجنب الاستخدام المتكرر للشحن السريع بالتيار المستمر، والحفاظ على نسبة شحن البطارية بين 20% و80% للاستخدام اليومي، وركن السيارة في الظل لتجنب الحرارة الشديدة . كما أن سجل الخدمة الكامل والموثق جيدًا سيعزز من جاذبيتها.
هل توفر لك السيارات الكهربائية المال عند التملك على المدى الطويل، على الرغم من انخفاض قيمتها؟
مع أن السيارات الكهربائية تنخفض قيمتها بشكل أسرع، إلا أن تكلفتها الإجمالية للملكية غالبًا ما تكون أقل على المدى الطويل. ويعود ذلك أساسًا إلى انخفاض تكاليف التشغيل بشكل ملحوظ. فالكهرباء أرخص بكثير من البنزين، وتحتوي على قطع غيار أقل بكثير تتطلب صيانة، مثل تغيير الزيت، وشمعات الاحتراق، وأنظمة العادم.
ماذا عن قيمة سيارة تعمل بالغاز ولها عدد أميال مرتفع؟
يُعدّ عدد الكيلومترات المقطوعة عاملاً رئيسياً في انخفاض قيمة سيارة تعمل بالبنزين. فبينما يكون محرك سيارة البنزين أكثر متانة على المدى الطويل، فإنّ ارتفاع عدد الكيلومترات المقطوعة يشير إلى تآكل وتلف أكبر في مكوناتها، مما قد يُقلّل قيمتها بشكل كبير. يمكن لسيارة تعمل بالبنزين في حالة جيدة مع سجلّ صيانة شامل أن تُخفّف من هذه الخسارة، ولكنّ قيمتها ستنخفض كما هو متوقع مع زيادة عدد الكيلومترات المقطوعة.
كيف يؤثر دعم الحكومة للسيارات الكهربائية في دبي على قيمة إعادة بيعها؟
يُعدّ دعم دولة الإمارات العربية المتحدة القوي لاعتماد السيارات الكهربائية، بما في ذلك هدفها بأن يكون 50% من أسطولها من المركبات الكهربائية أو الهجينة بحلول عام 2050، إنجازًا إيجابيًا كبيرًا. ويشير هذا إلى التزام طويل الأمد ببناء البنية التحتية اللازمة وتوفير سوق مستقرة للسيارات الكهربائية. ورغم عدم ظهور أثر واضح حتى الآن، إلا أن هذه السياسة تُرسي أساسًا متينًا للقيمة والثقة المستقبلية بين المشترين.
عندما ينصبّ التركيز فقط على قيمة إعادة البيع، تتضح الأرقام والعوامل الأساسية: تتمتع السيارات التي تعمل بالبنزين حاليًا بميزة واضحة. ويعود ذلك إلى استقرار تقنيتها، ونضوج سوقها، وغياب التقادم السريع الذي يؤثر على السيارات الكهربائية. ومع ذلك، فإن فهم هذا التوجه ليس سوى جزء من المعادلة. فمع تطور سوق السيارات الكهربائية، ستتغير العوامل المؤثرة على قيمة إعادة بيعها، ومعها ستتغير القيمة الحقيقية لهذه المركبات على المدى الطويل.
تحويل 50% من المركبات في الإمارات إلى المركبات الكهربائية بحلول عام 2050 بشكل كبير قيمة بيع وإعادة بيع هذه المركبات خلال العقود القادمة، إن لم يكن خلال بضع سنوات. ويبقى مستقبل أنظمة الدفع الكهربائية في الإمارات العربية المتحدة، حيث ستواجه المركبات التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي لوائح صارمة، مما يردع مالكيها ويشجعهم على التحول إلى المركبات الكهربائية.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *
AED 2500
يومي
AED 0
شهري
AED 1700
يومي
AED 36000
شهري
AED 1200
يومي
شهري
AED 1600
يومي
AED 35000
شهري
AED 1500
يومي
شهري